الجمعة، 30 مارس 2018

هل يولد الأمريكي حراً والسعودي عبداً؟!


محمد بن سلمان يقول انهم، في الحقيقة، يؤمنون بمفهوم حقوق الإنسان، لكن المعايير السعودية ليست في نهاية المطاف مطابقة للمعايير الأميركية. هذا ما قاله على قناة سي بي اس، عشية جولته التي لم تنته بعدُ الى بريطانيا وامريكا قبل حوالي اسبوع.
فهل تختلف معايير حقوق الإنسان فعلا بين شعب وآخر، او دولة واخرى أو بيئة وأخرى؟، هل يولد الإنسان في امريكا حراً، على سبيل المثال، حسب مضمون المادة الأولى للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولا اقول ان الإنسان الحر بالولادة مبدأ اسلامي اصيل لكي لا استفز الأمير والكثير من أمثاله الذين اصبحوا يرون في دينهم تهمة عليهم اتقاء شرها: هل يولد الإنسان حراً في امريكا بينما تضعه أمه عبدا في السعودية؟
السيسي عبدالفتاح، الرئيس المصري الذي داس على الوليد الديمقراطي في بلده بإنقلاب عسكري بغيض ودموي، رافقته على مدى خنس سنوات ولم يزل، اعتقالات عشوائية في صفوف مختلف الأوساط السياسية، ومحاكمات هزلية انتهت في كثير من المرات بإصدار احكام الإعدام بالجملة على العشرات، والمئات احيانا، في جلسة واحدة او بضع جلسات، مختزلة لأبسط الإجراءات الأصولية، السيسي عبدالفتاح هذا، سبق بن سلمان في ترويج كلام مشابه حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر مقارنة بالغرب.
في الواقع هناك اتجاه يسود في اوساط الذين يرفعون لواء الليبرالية والعلمانية والدولة المدنية، وما الى ذلك من المسميات الملتبسة، يروج لهذا الموضوع في تبرير مخجل لدعم الأنظمة القمعية الفاسدة سواءَ كانت عسكرية رجعية او وراثية متخلفة.

هل الإنسان اذن، والحال كما اسلفنا، متفاوت في استحقاق قيم الحياة المتحضرة من حرية ومساواة وعدالة وكرامة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق