السبت، 30 يوليو 2011

لعراق الديمقراطي)،(العراق الديكتاتوري)-2


في العراق الديكتاتوري" ، كان الرئيس هو القائد والرمز ، الرمز مفهوم إجتماعي مقدس واجب التمجيد والتقدير والإحترام بما هو أهله ، والقائد هو الملهم والمرشد والمصلح والحارس الأمين ، وهوالضرورة التي لا غنى  للشعب عنه ، وبالتالي كان محصنا ضد النقد والمراجعة ، تقدم له فروض الطاعة والولاء في السراء والضراء ، ولغرض تجنب القائد والرمز المساس من أي حاقد وموتور صدر تشريع مناسب يحكم بالإعدام على كل من تجرأ على ذلك ، صونا لوحدة الأمة ، وحفاظا على المسيرة ، ودرءاًً  لمخاطر الفرقة والشقاق . 

في العراق الديكتاتوري كان هنا رمز واحد وقائد واحد وكان يسهل على " قطيع الأمة أن يمشي خلفه " ، كان الطريق واضحا والهدف أكثر من واضح ، ولله عاقبة الأمور ، لم يكن للرأس أن يصدع ولا للقلب أن يفجع .
… في العراق الديمقراطي" هناك العديد من الرموز والعديد من القادة والعديد من الضرورات ، كلها لها نفس مميزات رمز العراق الديكتاتوري ومحصنة بتشريع الإعدام على قارعة الطريق حيث تم إختزال إجراءات المحاكمة الشكلية والأحكام المنفذة قبلها سلفا! ، أو الأحكام التي تصدر كأوامر قبل إلقاء القبض على الجاني !!.
قبل عدة شهور نشر صحفي مغمور مقالا في جريدة الإتحاد التي تصدر من الإتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه الرئيس العراقي ذاته بشحمه ولحمه ، وجه فيه أصابع الإتهام الى الشيخ محمد اليعقوبي ، المرشد الروحي لحزب الفضيلة (شيعي ، 15 مقعد في البرلمان ) ، بإذكاء الفتنة في مدينة كركوك ، وفي اليوم التالي تعرضت مقرات الإتحاد الوطني لهجمات مسلحة وعمليات حرق وتخريب أسفرت عن مقتل إثنين وجرح آخرين ، ولم تهدأ العاصفة إلا بعد أن أصدر الرئيس العراقي بيانا ينفي علمه بالخبر المنشور ويتبرأ من طرح الصحفي المغمور .
إذا علمنا أن الشيخ اليعقوبي ، مع كامل تقديرنا لكل العراقيين ومحبتنا لهم دون تمييز بين عرق ودين وطائفة ومذهب ومنصب ومكانة دينية أو إجتماعية أو سياسية ، هو من قيادات الصف الثاني إن لم يكن الثالث لدى شيعة العراق ، وأن الذي تعرض له من أقوى، أو من بين أقوى أجنحة الحكم في العراق الديمقراطي وكانت النتيجة كما أسلفنا ، فما هو حال المواطن البسيط الذي قد يعتقد فعلا أن العراق أصبح بلدا ديمقراطيا وفكر أن يتصدى بالنقد والمراجعة لأحد ضروراته الرمزية القيادية الجديدة  ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق