بعد ان كان الاكراد لعشرات السنوات في العراق يتحدثون عن معاناتهم وخوفهم من اجهزة النظام العراقي السابق لم يعودوا يتحدثون الآن سوى عن خوفهم من اجهزة مخابرات واستخبارات الاحزاب الكردية في شمال العراق، حيث تنتشر في اقليم كردستان اذرع اهم جهازين امنيين هما (الاسايش- الامن) التابع لحكومة الاقليم في السليمانية و(زانياري - الاستخبارات) التابع للاتحاد الوطني الكردستاني، وكشفت قبل ايام الصحيفة الكردية واسعة الانتشار (هاولاتي) تفاصيل عن التعذيب والاساليب القمعية في دهاليز هذين الجهازين اللذين اصبحا يشكلان الرعب في اقليم كردستان، وفي الوقت ذاته مخاوف العراقيين جميعا من سطوة هذين الجهازين.وتفيذ المعلومات المتوافرة ان منتسبي وضباط الاسايش والزانياري هم في غالبيتهم من ضحايا النظام السابق، كما هو المتداول لدى الاكراد، وحسب اقوال العديد من الضحايا وتقارير المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان المهدورة في العراق، في ابتكار اساليب تعذيب مرعبة عجزت العقلية البعثية على اجراميتها من التوصل اليها، مثل وضع الضحية عاريا في حوض ماء مثلج وتسليط تيار كهربائي صاعق عليه او تمديده على الارض عاريا ومكبل الاطراف ووضع قالب من الثلج على صدره او تعليقه في سقف الزنزانة مكبل اليدين من الخلف وتعليق جسم ثقيل في(خصيته) او وضعه في زنزانة انفرادية وتجويعه لعدة ايام ثم تسليط احد المجانين ذي جسم بدين وعضلات مفتولة وقلب ميت من ضحايا السجن ذاته لينهال عليه ضربا بكل ما أوتي من قوة، اوتهديد الضحايا باغتصاب نسائهم امام اعينهم ما لم يعترفوا بالتهم المنسوبة اليهم او تسليط مكبر للصوت على زنزاناتهم ليبث موسيقى صاخبة على مدار 24 ساعة من دون انقطاع ناهيك عن اساليب التعذيب النفسي كإرغام الضحية على التغوط في نفس الماعون الذي ياكل فيه او سجنه في مرحاض قذر ذي رائحة كريهة.هذه الحقائق المرعبة صارت في الاونة الاخيرة حديث الشارع الكردستاني وحديث الجلسات على المقاهي والاوساط الثقافية والسياسية والاجتماعية بل وحديث العائلات في معظم ارجاء الاقليم، لاسيما ضمن محافظة السليمانية، خصوصا بعد ان نشرت تقارير بهذا الصدد في احدى الصحف الكردية الاهلية الصادرة في السليمانية التي يقال بانها مسنودة من احد اكبر الشخصيات في الاتحاد الوطني، اما لماذا نشرت تلك التقارير وما الغاية منها؟ او هل ان القصص الفظيعة المرفقة بها حقيقية ام مفبركة لأسباب امنية ايضا؟ صحيفة عراقية اخرى هي (النور) حاولت من جانبها التعرف عن كثب من خلال الالتقاء سرا بمعتقل تم الافراج عنه مؤخرا بعد سجنه خمسة اشهر على ذمة قضية امنية في سجون جهاز الاسايش بالسليمانية، الذي اكد بالفعل صحة وجود تلك الاساليب المبتكرة في تعذيب الضحايا لانتزاع الاعترافات منهم عنوة، بغية ارغام القضاء على اصدار الاحكام التي يبتغيها الاسايش لضحاياه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرق القطرية / البينة
لم يستوعب المجتمع الدولي ، أو بالأحرى تجاهل على مدى أربعة عقود حملات القمع والتهجير التي تقرب من التطهير العرقي ضد أكراد العراق..واستطاعت ماكنة الإعلام في عهد الرئيس الراحل صدام حسين أن تشيع زيف تمتع أكراد العراق بحقوق مواطنة لا يحلم بها أقرانهم من أكراد اايران وتركيا في الوقت الذي كان يسومهم العذاب ويقتل أبناءهم ونسائهم ولا يستحيي منه أحد .ه
وبعد كشف الحقيقة المأساوية التي أسفرت عن فضائع يندى لها جبين تاريخ الجنس البشري إثر غزو العراق وانهيار النظام القمعي لم يرتقِ الإهتمام الدولي الى مستوى المسؤولية للتعامل مع الضحايا وإنصافهم في عموم العراق والمنطقة الكردية بشكل خاص ، ولا نزال نسمع بين الفينة والأخرى من يردد إدعاءات تمتع الأكراد بحقوق لا يحلم بها أقرانهم في الدول المجاورة .
الأنكى أن ضحايا النظام السابق أنفسهم لم يرتقوا الى مستوى معاناتهم وتضحيات أهلهم وها نحن نرى بأعيننا ونسمع بآذاننا ونتألم بقلوبنا كيف يأكل بعضهم بعضا ويتسلط بعضهم على رقاب بعض ويتنكر بعضهم أو جلهم وربما دون مبالغة كلهم لحقوق الضحايا وكرامة الدماء التي سالت وقدسية الحرمات التي انتهكت .
اذا كانت حملات القمع والتهجير والإبادة التى اقترفها النظام السابق يندى لها تاريخ الجنس البشري وليس جبينه فحسب فإن ما يجري في طول العراق وعرضه وسمة من نار العار الممزوج بلعنة الأرض والسماء على جبين أولئك الذي نصبوا أنفسهم أو سلطهم بغي الإحتلال على الرقاب
بئس أمة تشرب دمها ونأكل لحمها وتغتصب ثدييها وتطعن خاصرتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ يقين . مدونتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق