مرة أخرى يجد العراقيون بمختلف إنتماءاتهم العرقية والدينية والطائفية ما يجتمعون خلفه كرمز لوحدة بلدهم أرضا وشعبا ، وهم عادةً لا يكابدون الكثير من العناء لإيجاد مثل هذا الرمز . الرمز مجرد حجة لكي يثبتوا لزعمائهم الدينيين قبل السياسيين أنهم ليسوا مثلهم لأنهم – اي الزعماء - منذ أربعة سنوات لم يتمكنوا من اكتشاف ما يلتفون حوله ويتفقون عليه .
شذى حسون … شابة عراقية بمؤهلات فنية متميزة وشخصية قوية ، مكنتها من التفوق في البرنامج الغنائي المنوع ستارأكاديمي الذي بثته المحطة اللبنانية للإرسال ( LBC ) بنسخته الرابعة على مدى أربعة أشهر ، وانتهي أمس في منتصف الليل بتوقيت بغداد بتتويج شذى ستارا من بين 19 شاب وشابة من مختلف الأقطار العربية واكتسب جماهيرية كبيرة في طول الوطن العربي وعرضه.
شذى حصدت أكثر من أربعين بالمئة من الأصوات ( 40.63% ) متفوقة على زملائها الثلاثة ، مروة من تونس (28.65% ) ، محمد من مصر ( 22,06% ) ، وكارلو من لبنان ( 5.66% ) ، وهي نسب تعكس تقدما كبيرا لشذى على منافسيها .
التصويت من العراق كان له القول الفصل على ما يبدو ، الأخبار الواردة من الأكاديمية تتحدث عن سبعة ملايين صوت من العراق بلغت كلفتها خمسة ملايين دولار ، وأعتقد أن على الفرقاء المشاركن في الحكومة العراقية أن يحنوا رؤوسهم لشذى ويكفوا عن التباهي بمشاركة عشرة ملايين عراقي في انتخاباتهم ، جلبوا أغلبهم أما بسلطان الدين أو المال أو الخوف أو التزوير ، فقد تفوقت شذى على قائمة الإئتلاف الموحد الشيعية بحوالي مليونين صوت وعلى قائمة التوافق السنية بخمسة ملايين صوت تقريبا .
وكانت شذى حسون التي تسكن وعائلتها في فرنسا قد أعربت في تصريح لإحدى الوكالات عن رغبتها في الفوز لإسعاد شعبها الذي قالت إنه يحتاج إلى لحظات من الفرح وسط ما يعانيه من ويلات وقالت إن حلمها منذ الطفولة تمثيل بلدها العراق في مجال الفنون. وأضافت، خلال حديث أن مشاركتها في برنامج "ستار أكاديمي" جاء بسبب حبها للفن كما أن هذا النوع من البرامج سيزيد من ثقافتها الغنائية والفنية، بالإضافة إلى الشهرة الواسعة التي ستنالها في العالم العربي. ،
وفي أول تصريح إعلامي بعد الفوز مباشرة عبر إتصال هاتفي مع فضائية الشرقية العراقية ، قالت للمذيع بشار القيسي وهو مشارك سابق في البرنامج ، باللهجة العراقية " الله يفرّحكم مثل ما فرَّحْتوني "
وكانت شذى عند إعلان النتائج قد لوحت كثيرا بالعلم العراقي ، وتوشحت به ثم سجدت عليه وعفرت وجهها به بقوة.تقبله وتجعله على عينيها..وتنادي : يا ألله ..يا الله .كان صعبا أن يحجز المرء نفر الدموع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق