السبت، 30 يوليو 2011

قضية تستحق النقاش … من المسؤول عن تصاعد الكراهية ضد المسلمين؟


الإسلام دين تسامح ورحمة ، المسلمون الأوائل جسّدوا هذه الحقيقة في أروع صورها ولهذا فتحوا البلاد وكسبوا العباد ونشروا الدين في مشارق الأرض ومغاربها في فترات قياسية .
(( أدعّ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) ، كانت هذه الآية شعار الدعوة وديدن الدعاة وكتب التاريخ مليئة بقصص وحوادث تأسر العقول وتدخل القلوب لسنا بصددها الآن ، المهم أن الدور المشرق لأعلام الفتح وقناديل الدعوة هو الذي أسس للإسلام والمسلمين ما جعل الأقوام الآخرين يلوذون ببلاد المسلمين من بطش حكامهم، دون أن يجبروا على ترك ملتهم ونبذ دينهم واعتقادهم ، وهذا بالضبط ما يحدث بالمقلوب في هذا العصر حيث يلوذ المسلمون ببلاد غيرهم هربا من بطش الحكام أو فرارا من ضيق العيش وبؤس الحال ، لكن مشاعر الكراهية ضدهم بدأت تتنامى بشكل مطرد  حتى اضطر مفتي الديار المصرية الى أن يفتي بعدم جواز لبس النقاب للمرأة المسلمة في بلاد الغرب ، وأفتى آخر بجواز نزع الحجاب .
لن نصدع رؤوسكم بتعداد أسباب ذلك ولن نرفع عقيرتنا بلوم فلان واتهام علان ، ولكننا نقول أن الإسلام لو أحسن المسلمون تناوله وتعامله لكفاهم مؤونة ما يعانونه من كراهية وعداء في الغرب ، وبين يدي هذه المقدمة إليكم قصة كيتلين دين .
(( تربت الفتاة الكاثوليكية كيتلين دين على ألا تميز ضد الآخرين بسبب عرقهم أو دينهم، لكنها أجرت تجربة مثيرة ارتدت فيها النقاب الذي ترتديه بعض المسلمات لترى ما إذا كان من الممكن أن تكون هدفا للتمييز أم لا.
وقد تطوعت الفتاة ذات الـ15 عاما مع عدد قليل من الطلاب في "أكاديمية بيكون" بمدينة كولشستر بولاية كونيتيكت لارتداء الأزياء الإسلامية التقليدية في ذهابهن إلى المدرسة ليوم كامل في شهر فبراير بعد أن أعلنت مدرسة الدراسات الشرق أوسطية في الأكاديمية أنها تبحث عن طلاب يدعمونها في تعزيز فصلها من خلال ارتداء الملابس الإسلامية.
وقد غطت كيتلين شعرها بالنقاب الذي غطى وجهها أيضا.
وقد أرعبت التعليقات المسيئة والمعبرة عن الكراهية المدرسين وزملاءها الطلاب؛ حيث أبرزت التعليقات عداوة مستمرة تجاه المسلمين الأمريكيين، والذي دفع إليها إلى حد كبير هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 والحروب في أفغانستان والعراق.
لكن هذه التعليقات فتحت حوارا مهما يمكن أن يساعد الطلاب في المدينة وفي الولاية على النظر إلى الثقافة الإسلامية بشكل مختلف".
ومن بين التعليقات التي سمعتها كيتلين أن أحد الطلاب من صف أعلى قال لها بينما كانت تمر في البهو: "نحن نغتصب نساءكم".
كما قال طالب آخر: "أتمنى أن يموت أهلكم جميعا".
وقال آخرون في بعض التعليقات التي سمعتها: "ربما ستقتلوننا جميعا"، و"لماذا يتركون أشخاصا مثل هذه في البلاد؟"
وقد قامت كيتلين بتدوين 50 تعليقا واسما سمعتهم من الطلاب، لكنها لم ترد عليهم، معللة ذلك بقولها: "إنني مبتدئة، وأنا أحب أن أتجنب إثارة الضجة". وأضافت كيتلين: لقد بدأت في البكاء، فهناك الكثير من التحيز".
قالت رابية شودري، المتحدثة باسم كير ، مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إنها التقت ببعض مسئولي وزارة التعليم منذ عدة أسابيع كي تخطط لرفع الفهم بالإسلام والكثير من الثقافات التي تشكل مسلمي العالم البالغ عددهم أكثر من بليون شخص.
وقالت إنها تنوي اتخاذ مدينة كولشستر التي جرت فيها هذه التجربة كمثال إيجابي فيما يتعلق بمناقشة التحيز ورفع الوعي بالثقافة الإسلامية.
وقالت: أعتقد أن هذه المدرسة قد فعلت ما ينبغي على المدارس أن تقوم به".
وتابعت تقول إنها ترتدي غطاء عاديا للرأس، وتواجه بعض ردود الأفعال في الشارع أيضا، مضيفة: "الناس يخلطون بين الإرهابيين والمسلمين، وهم لا يفهمون الفرق لأنهم لا يفهمون الدين".
وقد أحدثت هذه التجربة اختلافا في أكاديمية بيكون، حيث أصبح لدى المدرّسة أنجي باركنسون الآن 48 طالب سيدرسون الدراسات الشرق أوسطية في العام القادم، بعد أن كان قد سجل لديها 12 طالبا فقط.
وفي صحيفة المدرسة تم نشر مقالة في الصفحة الأولى تضمنت التعليقات التي وُجهت إلى كيتلين، وحملت المقالة عنوان "البعض في بيكون فشل في اختبار التسامح"، وقد أطلقت كيتلين على التجربة "فتاة خلف البرقع".
وفي الأيام التالية قام المدرسون والطلاب في أكاديمية بيكون بمناقشة مسألة التسامح مع الثقافات الأخرى.
وقال كريس أندرسون، وهو طاب في الصف النهائي في بيكون، وارتدى بعض الملابس الإسلامية التقليدية وكان هدفا للشتائم العنصرية: "إن التحامل الذي ظهر في أكاديمية بيكون دليل كافٍ على أن تعليم ثقافات العالم لا يمكن تجاهله".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق