السبت، 30 يوليو 2011



 

نقلت وكالات الأنباء فقرات مطولة من كلمة المالكي أمام مؤتمر بغداد مع ( كلمة ) حطام زجاج المبنى الذي عقد فيه المؤتمر في مقر وزارة الخارجية العراقية الواقعة ضمن تحصينات المنطقة الخضراء المعروفة في قلب بغداد نتيجة لإستهدافه بثلاث قذائف مورتر ، و( كلمة ) إنفجار في الدورة ( لم تعلن السلطات عنه ) ، و ( كلمة ) سيارة مفخخة  في الطريق الى مدينة الصدر أودت بحياة العشرات بين قتيل وجريح .

 دخان فوق مؤتمر أمن بغداد
قال المالكي امام وفود متدنية المستوى تمثل 16 دولة حسب فرانس برس :
"العراق لا يقبل ان يتدخل في شؤون الاخرين او ان تكون ارضه قاعدة لشن هجوم على احد كما اننا في نفس الوقت ننتظر من الاخرين الموقف ذاته".
واوضح ان بلاده "لا تقبل ان تتحول اراضيها ومدنها وشوارعها الى ساحة لتصفية نزاعات اقليمية اقليمية او اقليمية دولية كما لا يسمح العراق باي شكل من الاشكال ان يكون ساحة لنفوذ اي دولة او ان يكون ساحة لتقاسم اقليمي او دولي".
وقال "نطالب ان لا تتحرك بعض الدول او الاطراف الاقليمية او الدولية لكي تكون لها حصة او موقع تاثير في العراق (…) من خلال التحرك على طائفة او قومية او حزب وليفهم الجميع ان العراق بلد موحد بمذاهبه واعراقه".
حسنا هذه تأكيدات مشكورة  على مبادئ التعامل الدولي التي تشير إليها كل المواثيق والإتفاقات التي تنظم السياسة الدولية  ، وهي على كل حال مصونة ما دامت تؤمن مصالح الدول المعنية وبخلافه فلا حرمة لسيادة ولا لحدود كما و شأن العراق حيث أن الكلمة الفصل لإيران من جهة ولسوريا من جهة أخرى وبما لا يسبب تصادم مصالح أيٍ منها ، وهي تأكيدات تصلح للإعلان في حالتي الحرب والسلم ، إذ لا توجد دولة تقبل ما رفضه المالكي لبلده
 إنفجار في الطريق الى مدينة الصدر
وأعرب عن استعداد العراق "تسوية الخلافات سلميا بما في ذلك الخلافات الدولية والاقليمية"
وإني أشك كثيرا في قدرة المالكي والعراق للعب مثل هذا الدور ليس طعنا في قدرات المالكي السياسية ولا غمزا في قناة أهمية دور العراق ولكن لأن هذا الملف شائك يمتد من الملف النووي الإيراني الى أزمة لبنان  الى قضية الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي  مرورا بأمن الخليج وتأمين حقول النفط  والممرات البحرية الى أخر القائمة الطويلة من الملفات التي تقض مضجع المؤتمرين الألداء في بغداد ، ولا أعتقد أن المالكي سوف يجد الوقت الكافي لمراجعتها ناهيك عن تقديم التسويات المقبولة من الأطراف المتنازعة مهما كانت نتائج خطة أمن بغداد إيجابية .
ثم عرّج المالكي على الإرهاب فقال "الارهاب الذي يقتل العراقيين في بغداد والحلة والانبار هو ذاته الذي يروع المواطنين في السعودية واستهدف شعب مصر وفجر الفنادق في الاردن وبرجي التجارة في نيويورك كما استهدف قطارات الانفاق في مدريد ولندن".
وتابع ان "هذا الوباء العالمي الذي يدفع ثمنه الان الشعب العراقي والذي اصبح العراق فيه ساحة المواجهة الاولى يحتاج الى وقفة دولية بشكل عام ووقفة من قبلالاشقاء والجيران بشكل خاص عبر دعمه في هذه المعركة".
وحذر المالكي من ان هذا "الخطر لن يقتصر على العراق انما سيتمتد الى جميع دول المنطقة ومن هنا يكتسب تفعيل مؤتمرات الدول المجاورة للعراق بشان الارهاب(…) اولية قصوى".
واشار الى ان "مواجهة الارهاب تقتضي وقف اي شكل من اشكال الاسناد المالي والاعلامي والغطاء الديني فضلا عن وقف الدعم اللوجستي وتزويده بالسلاح والرجال الذي يتحولون الى مفخخات تقتل اطفالنا ورجالنا وشيوخنا".
وقال رئيس الوزراء العراقي ان "الانتحاريين يستهدفون الجميع وهم يقتلون الاطفال في الانبار كما في بغداد الجديدة ويفجرون المساجد في الرمادي كما يفجرون زوار الامام الحسين في كربلاء او مرقد الاماميين العسكريين في سامراء
 

 
مواطن ينقِّبْ!! عن بقايا أشلاء في ركام إنفجار مدينة الصدر
وهذا الطرح هو استمرار للعين الواحدة التي ينظر المالكي والإئتلاف الشيعي الذي يدعمه الى مشكلة بلدهم ، المشكلة عندهم هي الإرهاب الدولي الذي تقوده القاعدة ويدعمه في العراق التكفيريون والصداميون ، وله الحق في أن يربط بين تفجيرات السعودية وعمان وأفغانستان ومدريد ولندن ونيويورك ، ولكن عليه أن يتذكر بأن هذه البلدان ليس فيها جيش المهدي ، وحكوماتها لا تدعم فرق الموت الطائفية  ولا تقول لجنودها ( الدبابة موجودة … المنطقة التي تخرج منها الطلقات اسحقوا سحق ) كما قال المالكي في إحدى جولاته العامة  النادرة .
مع مثل هذه التوجهات لا يرتجى شيء من المالكي ولا من المؤتمرات الإقليمية التي تشبه مؤتمر أمن بغداد ، العملية السياسة برمتها تحتاج الى إعادة بناء وفق معمار سياسي يمنع الطائفيين والموتورين وحاملي الجنسية الإيرانية من الإمساك بزمام الأمور .
 
 وزير الخارجية العراقي وهو يقدم إيجازا صحافيا بدلا من البيان الختامي
المؤتمرون لم يكلفوا أنفسهم عناء إصدار بيان ختامي وأدلوا بتصريحات مختصرة وسارعوا الى مغادرة المكان خوفا من مزيد من قذائف الموتر التي يعتقد العديد من المراقبين أنها أطلقت من قبل ناس يتمتعون بنفوذ يستطيعون من خلاله إختراق الإجراءات الأمنية المشددة ، ولم تطلقها من قبل المقاومة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق