
أمس قتل أربعة من الصحفيين العراقيين بعد تعذيبهم على قارعة الطريق في منطقة كركوك ، منظمة "مراسلون بلا حدود" أحصت مصرع 170صحافياً ومساعداً إعلامياً و فقدان اثنين في العراق منذ بداية النزاع ، وبإضافة المغدورين المذكورين آنفا يرتفع الرقم الى 174
إذا نظرنا الى الموضوع من زاوية القتل والإجرام المجرد المتفشي في العراق فإن الأمر عادي ومألوف وأقل إجراما من القتل الطائفي على خانة الإسم في الهوية داخل البيوت الآمنة وعلى أسرة النوم وفي منعطفات الطرق ، وكذلك أقل شرا من تمزيق أجساد الأبرياء واحلامهم بالمفخخات من كل نوع في الأسواق والطرقات وأماكن العبادة وحيث ما وضعت ركاب السيد الإنتحاري رحالهاطبعا لا يمكن النظر الى جريمة إستهداف الصحفيين وغيرهم من الفئات الإجتماعية والمهنية كالأطباء وأساتذة الجامعات والمفكرين عموما بصورة مجردة وإنما من زاوية استهداف البنية الحضارية للمجتمع العراقي ودولته المدنية ، وفيما يخص استهداف الصحفيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية عموما بمناسبة الجريمة التي نحن بصددها فإننا أمام هجمة سوداء تحاول قمع الروح الوثابة التي انطلقت من قيود القمع الدكتاتوري وتخلصت من أثقال الفكر الشمولي الذي يصهر الكل في الواحد ويلغي الآخر خلافا لكل معايير الوجود الإنساني الحرالمشكلة الكبرى في هذا الموضوع أن هذه الممارسة وأعني بها صهر الكل في الواحد وإلغاء الآخر تكاد تتحول الى سلوك جمعي في العراق الجديد حيث يلاحظ أن اهتياجا عاما يسود الأوساط الحكومية وينتقل بتوجيه منظم الى الأوساط الجماهيرية كلما صدر رأي معارض أو لنقل سلبي إتجاه ما يسمى برمز ديني أو سياسي أو حتى عشائري أحيانا وكأن هذا الرمز يسمو فوق النقد ويعلو على المراجعة وهذا من أمراض الفكر الجمعي التي يجب التخلص منها في مجتمعاتنا الإسلامية والشرقية عمومابدءاً الحي لا يتحول الى رمز لأن مفهوم الرمز يجسد حالة جامدة ذات بعد روحي ومعنوي بعد صيرورة تاريخية لا يقتضي واقع الحال تمجيدها من قبل الجميع وإنما احترامها فقط من قبل الجميع لأن الصيرورة التاريخية للرمز لا يمكن أن تكون محل قبول الجميع ، ومسألة خلق الرموز الحية من إفرازات الأنظمة الشمولية لإضفاء هالة قدسية يمنع المس بها على الرمز الذي يكون في الغالب هو الحاكم سأل الرئيس العراقي الراحل من قبل صحافي كويتي عن الإعلامي الحربي عام 1986 أثناء الحرب العراقية الإيرانية وكيف أن كل شيء يصدر منه ويورد إليه ، وكل بطولة تنسب إليه حتى سميت الحرب بإسمه وأن لا وجود لدور الجندي العراقي في هذا الإعلام : فقال ما معناه أنه لا يرغب في ذلك ولكن الإخوة في القيادة إرتأوا وجوب خلق رمز يجتمع حوله العراقيون في زمن الحرب وكان على الصحفي الذي لا يحضرني إسمه أن يقول : العراق كوطن يستحق أن يكون هو الرمز ويجب أن يلتف حوله العراقيون لأنه الضمانة الدائمة هو الوطن الدائم وليس القائد الزائلالزعامة سواء كانت دينية أو سياسية او إجتماعية لم تعد إمتيازا يسمو بالشخص فوق النقد والمراجعة وإنما هي وظيفة تدوم لصاحبها ما استطاع أن يكسب رضا الشعب ويخدمها ويحقق آمالها وطموحاتها وفق مبدأ أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه " أن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني" ، وإلا اكتسب الزعيم درجة العصمة الإلوهية ، وهي درجة لا يرقى إليها الإنسان قطعا إلا نبي مرسل ، بل أن عصمة الأنبياء أنفسهم محل نقاش ومحط نظر فيمن يجعلها عامة شاملة من الولادة الى الممات ، ومن يقتصرها على ما بعد البعثة في أمور الدنيا والآخرة ، ومن يجعلها محصورة في التبليغ دون بقية شؤون الحياة وهو الأرجح في نظري ولا مجال هنا للخوض في التفاصيل
أمس قتل أربعة من الصحفيين العراقيين بعد تعذيبهم على قارعة الطريق في منطقة كركوك ، منظمة "مراسلون بلا حدود" أحصت مصرع 170صحافياً ومساعداً إعلامياً و فقدان اثنين في العراق منذ بداية النزاع ، وبإضافة المغدورين المذكورين آنفا يرتفع الرقم الى 174
أمس قتل أربعة من الصحفيين العراقيين بعد تعذيبهم على قارعة الطريق في منطقة كركوك ، منظمة "مراسلون بلا حدود" أحصت مصرع 170صحافياً ومساعداً إعلامياً و فقدان اثنين في العراق منذ بداية النزاع ، وبإضافة المغدورين المذكورين آنفا يرتفع الرقم الى 174
إذا نظرنا الى الموضوع من زاوية القتل والإجرام المجرد المتفشي في العراق فإن الأمر عادي ومألوف وأقل إجراما من القتل الطائفي على خانة الإسم في الهوية داخل البيوت الآمنة وعلى أسرة النوم وفي منعطفات الطرق ، وكذلك أقل شرا من تمزيق أجساد الأبرياء واحلامهم بالمفخخات من كل نوع في الأسواق والطرقات وأماكن العبادة وحيث ما وضعت ركاب السيد الإنتحاري رحالها
طبعا لا يمكن النظر الى جريمة إستهداف الصحفيين وغيرهم من الفئات الإجتماعية والمهنية كالأطباء وأساتذة الجامعات والمفكرين عموما بصورة مجردة وإنما من زاوية استهداف البنية الحضارية للمجتمع العراقي ودولته المدنية ، وفيما يخص استهداف الصحفيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية عموما بمناسبة الجريمة التي نحن بصددها فإننا أمام هجمة سوداء تحاول قمع الروح الوثابة التي انطلقت من قيود القمع الدكتاتوري وتخلصت من أثقال الفكر الشمولي الذي يصهر الكل في الواحد ويلغي الآخر خلافا لكل معايير الوجود الإنساني الحر
المشكلة الكبرى في هذا الموضوع أن هذه الممارسة وأعني بها صهر الكل في الواحد وإلغاء الآخر تكاد تتحول الى سلوك جمعي في العراق الجديد حيث يلاحظ أن اهتياجا عاما يسود الأوساط الحكومية وينتقل بتوجيه منظم الى الأوساط الجماهيرية كلما صدر رأي معارض أو لنقل سلبي إتجاه ما يسمى برمز ديني أو سياسي أو حتى عشائري أحيانا وكأن هذا الرمز يسمو فوق النقد ويعلو على المراجعة وهذا من أمراض الفكر الجمعي التي يجب التخلص منها في مجتمعاتنا الإسلامية والشرقية عموما
بدءاً الحي لا يتحول الى رمز لأن مفهوم الرمز يجسد حالة جامدة ذات بعد روحي ومعنوي بعد صيرورة تاريخية لا يقتضي واقع الحال تمجيدها من قبل الجميع وإنما احترامها فقط من قبل الجميع لأن الصيرورة التاريخية للرمز لا يمكن أن تكون محل قبول الجميع ، ومسألة خلق الرموز الحية من إفرازات الأنظمة الشمولية لإضفاء هالة قدسية يمنع المس بها على الرمز الذي يكون في الغالب هو الحاكم
سأل الرئيس العراقي الراحل من قبل صحافي كويتي عن الإعلامي الحربي عام 1986 أثناء الحرب العراقية الإيرانية وكيف أن كل شيء يصدر منه ويورد إليه ، وكل بطولة تنسب إليه حتى سميت الحرب بإسمه وأن لا وجود لدور الجندي العراقي في هذا الإعلام : فقال ما معناه أنه لا يرغب في ذلك ولكن الإخوة في القيادة إرتأوا وجوب خلق رمز يجتمع حوله العراقيون في زمن الحرب وكان على الصحفي الذي لا يحضرني إسمه أن يقول : العراق كوطن يستحق أن يكون هو الرمز ويجب أن يلتف حوله العراقيون لأنه الضمانة الدائمة هو الوطن الدائم وليس القائد الزائل
الزعامة سواء كانت دينية أو سياسية او إجتماعية لم تعد إمتيازا يسمو بالشخص فوق النقد والمراجعة وإنما هي وظيفة تدوم لصاحبها ما استطاع أن يكسب رضا الشعب ويخدمها ويحقق آمالها وطموحاتها وفق مبدأ أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه " أن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني" ، وإلا اكتسب الزعيم درجة العصمة الإلوهية ، وهي درجة لا يرقى إليها الإنسان قطعا إلا نبي مرسل ، بل أن عصمة الأنبياء أنفسهم محل نقاش ومحط نظر فيمن يجعلها عامة شاملة من الولادة الى الممات ، ومن يقتصرها على ما بعد البعثة في أمور الدنيا والآخرة ، ومن يجعلها محصورة في التبليغ دون بقية شؤون الحياة وهو الأرجح في نظري ولا مجال هنا للخوض في التفاصيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق