السبت، 30 يوليو 2011

شخوص فينوغراد : ثلاثة + واحد !!!



قبل أيام كتبنا إدراجا بعنوان ( مثل حسن نصرالله  ) تعليقا على لقاء للسيد حسن مع قناة دبي الفضائية ( يمكن العودة إليه إذا اقتضت الضرورة ) تسبب في بعض التعليقات الإنفعالية من بعض زوار يَقين. مدونتي الكرام ، وللأسف فإن تلك التعليقات دفعتنا الى وضع رقابة على التعليقات لما كانت تحتويه من عبارات قدح وذم وشم لا تليق ، وهي – أعني الرقابة - عملية مقيتة في نظري ، إذ أن أية رقابة على الفكر نوع من الطغيان والإعتداء فالإنسان كيان قائم بفكره ، وفكره هو الذي يعطيه قيمة عليا ، والرقابة على الفكر بالتالي إنتهاك سمج لهذه القيمة العليا .
وبالرغم من أن العراق ، بلدي الجريح هو همي الأول كما يلاحظ زائر يَقين.مدونتي ، ولولا أن جرح بلدي بعمق البحار لكان أمر حصر الهم بالبلد عيبا لأن الهم الإنساني واحد موردا ومصدرا ، رغم ذلك فإنني أحيانا لا أستطيع منع نفسي من الإنخراط في هموم الأمة كما حدث في إدراج ( مثل حسن نصرالله ) .
مع التعليقات التي أحترم أصحابها رغم الألم الذي سببته لي ، وجدت أن المسألة تحتاج الى إهتمام أكبر في مجتمع التدوين لأنها  ، أي  مسألة حرب السيد حسن نصرالله في تموز 2006 لم تأخذ في هذا المجتمع الأليف إلا اهتماما بسيطا قياسا الى الإهتمام الذي حازت عليه سلبا وإيجابا في "مجتمع" الإعلام العام .
بعيدا عن النصر الإلهي الذي يقول السيد حسن نصرالله أنه حققه للبنان والعرب والمسلمين ، وبعيدا عن وصف الخطوات غير المحسوبة والقرارات المتهورة وتوريط لبنان في حرب مدمرة أعادته الى الوراء 15 سنة حسب رأي الذين  لا يؤمنون بنظرية النصر الإلهي ، بعيدا عن الإثنين لأن الجدل حول طرفي هذه المعادلة لا يمكن أن يتوصل الى نتيجة مقبولة أو تسوية وسطية ، دعونا ننظر الى المسألة بهدوء وروية كما فعل العدو الإسرائيلي من خلال لجنة فينوغراد .ولتسهيل الأمر فقد عكفت خلال ثلاثة أيام ، حسبما ما متوفر لدي من وقت على ترجمة أبرز ما ورد في النسخة العامة المنشورة للرأي العام من تقرير لجنة فينوغراد حسب صحيفة هاءارتس الإسرائيلية ويأتي مباشرة بعد هذا الإدراج ، بمناسبة أن السيد حسن نصرالله إعتبرها برهانا على النصر الإلهي الذي حققه وعاب على المشككين في هذا النصر بعد أن إعترف به العدو ، وسار على نهجه وتحليله للتقرير ،  العديد من وسائل الإعلام المناصرين لنظرية النصر الإلهي ، ويبدو  إنهم جميعا ( السيد حسن والمناصرين له ) لم يقرأوا التقرير بالتفصيل وإنما اكتفوا بالتعليقات العامة لوسائل الإعلام التي مالت لهذا الجانب أو ذاك ،  ولو فعلوا ، أي قرأوا التقرير بالتفصيل لكانوا على أبعد إحتمال إكتفوا باتخاذ جانب الحياد دون أن يعتبروه دليلا على النصر لهم والهزيمة لإسرائيل التي لا أظن أن عربيا أو مسلما لا يتمناها ، وإنني لا استبعد إحتمال قراءة التقرير بالتفصيل  من قبلهم دون أن يجدوا فيه خلاف ما أعلنوه من أنه فعلا دليل على النصر الإلهي ، ولو صح ذلك لكان برأيي طامة كبرى .
كان بودنا أن تظهر الى الوجود لجنة فينوغراد عربية تعمل بتلك المهنية العالية والحرفية الرصينة وحب الوطن والإخلاص للقضية ، إلا أن هذا التمني لن يبصر النور حاليا ولا في المستقبل القريب ، ليس لأننا لا نمتلك اناسا مثل فينوغراد وإنما لإن الوضع السياسي والثقافة السائدة في مجتماعتنا غير مؤهلة لإنتاج لجنة مثل لجنة فينوغراد . أي حاكم أو زعيم عربي يسمح بإنتقاده وتقييمه وهو يرى ويقدم نفسه سفينة النجاة وترياق الخلاص ، لا يدخل معركة إلا وانتصر فيها بغض النظر عن النتائج ، ولا يهم بعمل إلا وحقق إنجازا تاريخيا بغض النظر عن أثره السلبي أو الإيجابي على المجتمع ، وأي "فينوغراد" عربي يستيطيع أن ينتقد قائده الأوحد والرمز المصان الذي على يديه فقط يتحقق الأمل ويثمر الطموح وتدخل الأمة على يديه  التاريخ من أوسع أبوابه موحدة ومنتصرة.
السيد حسن نصرالله وجد التقرير برهانا لصالحه كما اسلفنا ونحن لن نرد وجهة نظره ولكن ندعوكم أن تلاحظوا معي مدى موضوعية قراءة السيد حسن للتقرير من خلال تطبيق معايير فينوغراد التي طبقها على قادة العدو الصهيوني على السيد حسن ما دمنا لا نستطيع تشكيل لجنة مشابهة  ، ونرى إن كان فعلا قد حقق النصر الإلهي الذي ما انفك يدعيه .
يقول تقرير فينوغراد في الفقرة 6 :
"إننا  نكرر ونؤكد أملنا أن هذا التقرير الذي يركز على كيفية تصرف القيادات  السياسية والعسكرية العليا في مسألة اتخاذ قرار الذهاب الى الحرب لن يشتت الإهتمام بعيدا عن الصورة المضطربة العامة التي أفرزتها الحرب"
وإنني لأرجو أن لا يكون التركيز على شخص السيد في هذا الإدراج والذي سبقه في مسألة الإنفراد بإتخاذ قرار التسبب في اندلاع الحرب دافعا لصرف الأذهان عن حقيقة النتائج المأساوية التي أفرزتها الحرب على الأرض والتشبث بالخطاب الإنفعالي والشعاراتي الذي يتحدث عن كسر هيبة الجيش الذي لا يقهر وظهور بوادر تفكك الدولة العبرية التي فقد فيها المستوطنون اليهود الثقة بالمستقبل وبدأوا بهجرة معاكسة الى البلدان التي أتوا منها ، فاذا كان العدو يطمح في أن يكون مجتمعه " مجتمعا قادرا على تقييم إنجازاته وبالأخص قادرا على تقييم إحباطاته وذلك لتحسين قدرته على مواجهة المستقبل"  كما يقول تقرير فينوغراد حري بنا أن لا نكون أقل شأنا في هذه النظرة الواقعية الى الأمور ، وننظر الى سلبيات الحرب كما الى إيجابياتها علنا نستطيع أن نغادر خطاب الإنتصار الرنان مع أننا نغوص في وحل الهزيمة والإنكسار كما قال الشاعر "فقد طما الخطب حتى غاصت الركب" منذ عقود طويلة.
يقول فينوغراد في الفقرة 8 أيضا :
" محور هذا التقرير الأولي يدو حول التقييم التفصيلي لقرارت كبار صناعي القرار السياسي والعسكري بالذهاب الى الحرب تحت وطأة خطف إثنين من الجنود صبيحة الثاني عشر من تموز"
ولننظر نحن الى قرار السيد حسن نصرالله بخطف الجنود اليهود لغرض مبادلتهم بالأسرى لاحقا ، وهو من التبريرات التي ساقها فيما بعد للدفاع عن قرار الخطف .
تقرير فينوغراد يشير الى ستة إحباطات في قرارات القادة الإسرائيليين بالذهاب الى الحرب  في الفقرة 10  ، ويذكر في البندين 10-آ و ب :
"الإحباطات الرئيسية في القرارات المتخذة وفي عمليات صنع القرار يمكن إجمالها فيما يلي:
أ‌.       إن قرار الرد بضربة عسكرية آنية ومكثفة  لم يبنى على خطة عسكرية مرخصة ، مفصلة وشاملة ، ولم تكن مبنية على دراسة متأنية لخصائص المعقدة لميدان المعركة اللبناني . إن الفحص الدقيق والمتمعن لهذه الخصائص سوف يكشف ما يلي :إن قابلية تحقيق كسب عسكري  مهم ، ذي وزن سياسي عالمي،  محدودة : إن الضربة العسكرية سوف تقود حتميا الى هجوم صاروخي باتجهات التجمعات المدنية في شمال اسرائيل : لا سبيل لرد أكثر تأثيرا ضد  هذه الهجمات الصاروخية إلا عملية عسكرية أرضية طويلة الأمد لمسك المناطق التي تطلق منها الصواريخ ، ومثل هذه العملية سوف يكون لها ثمن باهض لا يمكن أن يحوز على دعم الرأي العام . هذه الصعوبات لم تظهر بوضوح لدى القادة السياسيين قبل اتخاذ قرار الضربة .
ب‌.  وبالتالي فإن الحكومة وهي تقرر الذهاب الى الحرب لم تتخذ كل الخيارات الممكنة في نظر الإعتبار ، بضمنها : الإستمرار في سياسة الإحتواء :  أو الجمع بين الضربات تحت مستوى التصعيد والتحركات السياسية والدبلوماسية : أو المضي في الإستعدادات العسكرية دون  الشروع إجراء عسكري ، بحيث تحصل اسرائيل  على فرصة الإختيار بين جميع أنواع الرد الممكنة على عملية الخطف . هذا الفشل عكس ضعفا في التفكير الإستراتيجي الذي يقود الى الرد على حادثة الخطف إنطلاقا من صورة شاملة تحيط بكافة المعطيات" .
 وكذلك السيد حسن لم يفعل ذلك فقراره بخطف الجنود لم يكن مبنيا على دراسة متأنية ونظرة بعيدة لإحتمالات الرد الإسرائيلي حسبما قال هو شخصيا فيما بعد معلنا أنه ما كان ليقدم على عملية الخطف لو عرف أن رد العدو سوف يكون بهذه الهمجية ، في حين  أن نظرة سطحية الى رد الفعل المتوقع من العدو قياسا الى عمليات أقل وزنا يساعد على مقاربة واقعية لرد الفعل المتوقع.
وكذلك فإن السيد حسن لم يتخذ كل الخيارات الممكنة ومنها مثلا أن اسرائيل كانت مستعدة أو هكذا كانت المعلومات المتوفرة لدى المفاوض الألماني سابقا ، لمبادلة الأسرى برفات الطيار رون اراد الذي يعتقد أن حزب الله لديه معلومات أكيدة حوله وعكس هذا الأمر ضعفا استراتيجيا في التفكير أو أن للسيد حسن دوافع أخرى غير معلنة كما يتهمه خصومه .
تتجلى عند السيد حسن نصرالله كل الفجوات التي أوردها فينوغراد في رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين من نقص المعلومات وقلة الخبرة وعدم الأخذ بتحفظات الفرقاء والمختصين وعدم مناقشة الموضوع بشكل تفصيلي بالضبط مثل القرار الذي اتخذه صدام حسين في غزو الكويت ودفع ثمنه غاليا فيما بعد ، وكان نصر الله ليدفع نفس الثمن لولا أن الحكومة وقفت معه لتخلصه والبلد من طاحونة التدمير الصهيونية الى الحد الذي جعل نصرالله نفسه أن  يسميها  حكومة المقاومة السياسية قبل أن يقلب عليها ظهر المجن ويتهم أقطابها بالتآمر والخيانة .
فضلا على ذلك يقول تقرير فينوغراند:
" ونحن نؤمن كذلك بأن المجتمع الإسرائيلي قوي ومرن ويمتلك احساسا عارما بعدالة وجوده وإنجازاته ، وقد ظهر هذا الأمر جليا خلال حرب لبنان وبعدها"
فأين المجتمع اللبناني  وأين ترابطه بعد الحرب ؟ ، أين قوته ومرونته التي كانت جلية وواضحة تحت وقع معاناة الحرب ثم ها هو السيد حسن بعد الحرب يعطل الحكومة ويقسم المجتمع و يساعد من جديد على بروز قرن الطائفية الأسود المميت لتعود الإنفجارت ويرتد الفرقاء على التسليح والتدريب والتأهب للإنقضاض على الآخر في أي لحظة .
أين هي روح المنتصر لدى السيد حسن نصرالله وهو لم يعد يظهر إلا في الغرف الصماء والجدران التجريدية خوفا من العدو بعد أن كشف ظهر الناس لسياط العدو الإسرائيلي وصدورهم لرماحه القاتلة .
لتفادي المزيد من الإسهاب الذي قد يقود الى الملل أتمنى من السادة زوار يقين.مدونتي أن يقرأوا تقرير فينوغراد ويسقطوه على حرب السيد حسن نصرالله ويحكموا على إدعاء تحقيق النصر الإلهي ، وهل علينا أن نستمر في التطبيل والتزمير له ولغيره من القادة الضروريين كما تعودنا أو أن نقول له كما قال فينوغراد لقادة بلده :
" لقد أخطأتم وعليكم أن تصححوا خطأكم خدمة لمستقبل اسرائيل "
فنقول له :
" لقد أخطأت يا سيد وعليك أن تصحح خطأك خدمة لمستقبل لبنان " ، "دخيل جدك".
ملاحظة: عبارة "دخيل جدك " عبارة يعرفها العراقيون وتقال لمن يعتقد أنه من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم . 

تقرير فينوغراد الذي ورد في صحيفة هاءارتس

Last update - 19:55 01/05/2007
The main findings of the Winograd partial report on the Second Lebanon War
By Haaretz Staff


1.    في 17، أيلول 2006 ، قررت حكومة إسرائيل تعيين لجنة تقييم ودراسة حكومية وفق الفقرة 8-آ من منهاج الحكومة لعام 2001 تتلخص مهامها "في النظرالى الإستعدادات التي رافقت الحملة الشمالية التي بدأت في 12، تموز 2006 " وطريقة إدارتها على المستويات الأمنية والسياسية المتعلقة بكافة أبعادها . قدمنا تقريرا سريا  الى كل من رئيس الوزراء ووزير الدفاع ، ونقدم الآن أبرز ما ورد فيه الى الرأي العام بعد إسقاط كل ما يصنف بأن له علاقة بأمن إسرائيل.
2.    تم تشكيل اللجنة بسبب وجود إحساس قوي بالأزمة ووجود خيبة أمل عميقة اتجاه نتائج الحملة وطريقة إدارتها وقد اعتبرنا التكليف واجبا وامتيازا في نفس الوقت . نحن نؤمن أنه كلما كان الحدث كبيرا وكلما كان الإحساس بالأزمة أعمق ، كلما كانت فرصة التغيير وتحسين القضايا الأساسية لأمن وإزدهار دولة إسرائيل عظيمة . ونحن نؤمن كذلك بأن المجتمع الإسرائيلي قوي ومرن ويمتلك احساسا عارما بعدالة وجوده وإنجازاته ، وقد ظهر هذا الأمر جليا خلال حرب لبنان وبعدها ولكننا في نفس الوقت يجب أن لا نحط من قدر الفشل والإحباطات العميقة .
3.    ولقد أثر هذا الفهم لدور لجنتنا على اسلوبنا في العمل . لا أحد يقلل من قيمة الحاجة الى دراسة ما حدث في الماضي وبضمنها تحمل عبء المسؤولية الشخصية . الماضي هو مفتاح تعلم الدروس للمستقبل وبالرغم من كل شيء فإن تعلم هذه الدروس ، وفي الواقع تطبيق هذه الدروس هو أكثر ما يتوارد من مضامين في استنتاجات اللجنة.
4.    إن التأكيد على تعلم الدروس لم يأتي من فهمنا لعمل لجنة عامة تخاطب الناس فقط . لقد أتى كذلك من الإيمان بأن واحد من أعظم مصادر القوة في المجتمع الإسرائيلي يتمثل في كونه حرا ومفتوحا ومبدعا . بالترابط مع الإنجازات العظيمة للمجتمع الإسرائيلي فإن مواجهة التحديات بالنسبة له هي قضية وجود . ولغرض معالجة هذه التحديات فإن المجتمع الإسرائيلي يجب أن يكون مجتمعا قادرا على التعلم  من الدروس التي يخوضها ، مجتمعا قادرا على تقييم إنجازاته وبالأخص قادرا على تقييم إحباطاته وذلك لتحسين قدرته على مواجهة المستقبل.
5.    في البداية نأمل أن تعيين اللجنة سوف يكون حافزا لتعجيل عملية التعلم في كل المؤسسات التي لها علاقة بالموضوع بحيث نستطيع جميعا أن نكرس وقتنا لدراسة كافة المسائل بعمق ونتمكن بالتالي من تقديم صورة شاملة للرأي العام . على كل حال فإن عملية التعلم أصبحت محدودة ، وبطريقة ما ظهرت  مسألة  معاكسة ومقلقة وهي مسألة إنتظار تقرير اللجنة قبل الإقدام على أي فعل أو الشروع في تحرك معين  لإصلاح هذه الإحباطات التي لم تعد تخفى على أحد.
6.    لهذا السبب قررنا نشر تقرير أولي مؤقت يركز على القرارات المتعلقة بخوض الحرب .لقد فعلنا ذلك آملين أن الشخوص ذوي العلاقة سوف يتخذون إجراءا طارئا لتغيير وتصحيح الإخفاقات. إننا  نكرر ونؤكد أملنا أن هذا التقرير الذي يركز على كيفية تصرف القيادات  السياسية والعسكرية العليا في مسألة اتخاذ قرار الذهاب الى الحرب لن يشتت الإهتمام بعيدا عن الصورة المضطربة العامة التي أفرزتها الحرب.
7.    التقرير الأولي يحتوي على عدد من الفصول التي تدور حول المواضيع التالية :
أ‌.       إدراك اللجنة لدورها ، وموقفها لتقدبم توصيات عامة وتوصيات أخرى تتعلق بأشخاص محددين ( الفصل الثاني ) . نحن نرى أن المهمة الأساسية للجنة مساءلة ( تحقيق )  عامة تسعى الى الوصول لنتائج وإستنتاجات وتقديمها مع توصيات قبل أن يتخذ الرأي العام أو صانعو القرارا أي إجراء لا يجب – في أغلب الأحيان - أن تحل محل عملية إتخاذ القرار الإعتيادية على الصعيد السياسي وتعيين من يجب أن يكون وزيرا أو من يجب أن يكون رئيسا للأركان . وطبقا لذلك فإن الإستنتاجات الشخصية في التقرير لا تصاحبها توصيات شخصية ، على كل حال فإننا سوف نعيد النظر في المسألة في تقريرنا النهائي الذي يقدم مشهدا وافيا للحرب ككل .
ب‌.  لغرض الموازنة بين رغبة اللجنة في الولوج في تحقيقات سريعة وكفوءة وبين حقوق أولئك الأشخاص الذين سوف يتأثرون سلبيا من جراء العدالة الطبيعية ( الفصل الثالث ) فإن  شرط اللجنة حول هذا القضية على نفسها أن لا تتقمص دور الجنة الحكومية للتقييم وأنما وضعنا أنفسنا وبشكل طبيعي تحت المبادئ العامة للعدالة الطبيعية ، لقد أبلغت اللجنة أولئك الذين اعتقدت بأنهم سوف يتأثرون سلبيا بعمل اللجنة بتفاصيل التحقيقات التي سوف تسبب التأثير السلبي عليهم لكي تجعلهم قادرين على الرد على المزاعم التي وردت ضدهم بدون إرسال أية اشارات تحذير مع إعتماد استماع قانوني قبل الوصول الى الإستنتاجات ، وإننا نعتقد أننا بهذه الطريق زودنا الأشخاص المذكورين بفرصة كاملة للرد على المزاعم التي وردت ضدهم .
ت‌.  إن العمليات والتطورات التي حدثت بعد إنسحاب قوات الدفاع الإسرائيلي من لبنان لغاية 11 تموز 2006 والتي لها خلفية مرتبطة بالحرب اللبنانية ( الفصل الرابع ) شكلت الخلفية الحقيقية في مواجهة ما عزم أصحاب القرار على تنفيذه في 12 ، تموز ، ولهذا فهي جوهرية لفهم وتقييم أحداث الحرب . إن الفهم الصحيح بدوره جوهري لتعلم الدروس من أحداث الحرب ، إن الدروس الواجب تعلمها من أحداث الحرب لها مغزى أوسع من الحرب نفسها .
8.    محور هذا التقرير الأولي يدو حول التقييم التفصيلي لقرارت كبار صناعي القرار السياسي والعسكري بالذهاب الى الحرب تحت وطأة خطف إثنين من الجنود صبيحة الثاني عشر من تموز . ونبدأ مع قرار الحكومة في مساء ذلك اليوم المشؤوم بتخويل الجيش للقيام برد فعل عسكري حاد وننتهي  مع خطاب رئيس الوزراء في الكنيست  يوم 17 تموز عندما قدم الحملة رسميا وحدد أهدافها . كانت هذه القرارات حرجة ومركبة وتحتاج الى تحقيق وتمحيص منفصل ، وعلينا أن نشير الى القرارات تمتعت بدعم واسع من الحكومة بأجمعها والكنيست والرأي العام خلال الفترة المذكورة .
9.    بالرغم من هذا الدعم الواسع فقد حددنا إحباطات جدية في هذه القرارات وفي الطريقة التي اتخذت فيها ، وإننا نضع المسؤولية المباشرة لهذه الإحباطات على رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان المنصرف ، حيث وجدنا لكل من الثلاثة مساهمة حاسمة في هذه القرارات وفي الطريقة التي اتخذت فيها ، وعلى كل حال فإن هنالك آخرون يشاركون مسؤولية الأخطاءالتي عثرنا عليها في هذه القرارات وفي الظروف المحيطة بها .
10.                      الإحباطات الرئيسية في القرارات المتخذة وفي عمليات صنع القرار يمكن إجمالها فيما يلي:
أ‌.       إن قرار الرد بضربة عسكرية آنية ومكثفة  لم يبنى على خطة عسكرية مرخصة ، مفصلة وشاملة ، ولم تكن مبنية على دراسة متأنية لخصائص المعقدة لميدان المعركة اللبناني . إن الفحص الدقيق والمتمعن لهذه الخصائص سوف يكشف ما يلي :إن قابلية تحقيق كسب عسكري  مهم ، ذي وزن سياسي عالمي،  محدودة : إن الضربة العسكرية سوف تقود حتميا الى هجوم صاروخي باتجهات التجمعات المدنية في شمال اسرائيل : لا سبيل لرد أكثر تأثيرا ضد  هذه الهجمات الصاروخية إلا عملية عسكرية أرضية طويلة الأمد لمسك المناطق التي تطلق منها الصواريخ ، ومثل هذه العملية سوف يكون لها ثمن باهض لا يمكن أن يحوز على دعم الرأي العام . هذه الصعوبات لم تظهر بوضوح لدى القادة السياسيين قبل اتخاذ قرار الضربة .
ب‌.  وبالتالي فإن الحكومة وهي تقرر الذهاب الى الحرب لم تتخذ كل الخيارات الممكنة في نظر الإعتبار ، بضمنها : الإستمرار في سياسة الإحتواء :  أو الجمع بين الضربات تحت مستوى التصعيد والتحركات السياسية والدبلوماسية : أو المضي في الإستعدادات العسكرية دون  الشروع إجراء عسكري ، بحيث تحصل اسرائيل  على فرصة الإختيار بين جميع أنواع الرد الممكنة على عملية الخطف . هذا الفشل عكس ضعفا في التفكير الإستراتيجي الذي يقود الى الرد على حادثة الخطف إنطلاقا من صورة شاملة تحيط بكافة المعطيات .
ت‌.  دعم مجلس الوزراء للعملية كان جزئيا وسط غموض في الأهداف وأساليب الحملة وذلك لدفع الوزراء الى دعمها وإن كانت لهم مواقف مختلفة أو حتى متناقضة . لقد صوت الوزراء على خطة مبهمة دون فهم ومعرفة طبيعة تعقيداتها . لقد منحوا التخويل لبدء حملة عسكرية دون أن يفكروا كيف سيخرجون منها .
ث‌.  كان البعض من الأهداف المعلنة غبر واضح ولا يمكن تحقيقها ، أو أنها لم تكن ممكنة التحقيق بالخطة العسكرية التي تم إعتمادها .
ج‌.   لم يبدي جيش الدفاع الإسرايئلي إمكانيات خلاقة في إقتراح عملية بديلة ، ولم ينبهوا صناع القرار السياسي الى التفاوت بين السيناريو الخاص به ونوعية العملية الرخص بها ولم يطلب ( الجيش ) كما هو ضروري حسب خططهم تحريك القوات الإحتياطيةوتزويدهم بالمعدات والتدريب اللازمين في حالة الحاجة الى عملية برية
ح‌.   حتى بعد وضوح هذه الحقائق للقادة السياسيين فإنهم فشلو في تبني سبيلا عسكريا للعملية وأهدافها وفق الأمر الواقع على الأرض .بل بالعكس كانت الأهداف المعلنة طموحة وقد أفهم الرأي العام أن القتال سوف يستمر الى أن تتحقق هذه الأهداف إلا أن التخويل العملياتي لم يكن قادرا على تحقيقها.
       11.المسؤولية الإبتدائية لهذه الإخفاقات الجدية تقع على كل من  رئيس الوزراء ، وزير الدفاع ، ورئيس الأركان المنصرف ، لقد أفردنا هؤلاء الثلاثة بالمسؤولية  لأنه من المؤكد لو أن أيا منهم تصرف بشكل أفضل فإن القرارات المتعلقة بتلك الفترة ( من 12 الى 17 تموز ) ، أو طريقة اتخاذ تلك القرارات وكذلك نتائج الحرب كانت سوف تكون أفضل .
       12. دعونا نبدأ برئيس الوزراء .
            آ. رئيس الوزراء يتحمل المسؤولية العليا والكاملة لقرارات حكومته وكذلك مسؤولية عمليات الجيش . إن مسؤوليته في الإخفاقات في القرارات الإبتدائية المتعلقة بالحرب تأتي من منصبه وتصرفه لأنه هو الذي فعل القرارات المتخذة إبتداءاً وقادها .
            ب. رئيس الوزراء كون فكرته بسرعة وتلهف ، بالرغم من أن أية خطة عسكرية لم تقدم له وهو ذاته لم يسأل عنها . واتخذ قراره بدون دراسة قريبة للملامح المعقدة للجبهة اللبنانية ، ودون النظر في الخيارات العسكرية والسياسية والدبلوماسية المتاحة لإسرائيل . لقد اتخذ قراره دون حسابات منهجية مع الآخرين من خارج جيش الدفاع بالرغن من انه لا يمتلك الخبرة الكافية في السياسة الخارجية والقضايا العسكرية . بالإضافة الى أنه لم يتبى التحفظات الساسية والمهنية التي قدمت له قبل القرار الحاسم  في 12 تموز
           ج. تقع المسؤولية على رئيس الوزراء من حقيقة أن أهداف الحملة لم توضع بشكل صريح وبعناية ولأنه لم تكن هناك مناقشة جدية حول العلاقة بين هذه الأهداف ونوعية العمل العسكري الذي تم اعتماده رسميا في الحكومة ، وتحمل شخصيا حقيقة الإعلان عن أهداف فوق الطموح وتفتقر الى جدوى موضوعية .
           د. إن رئيس الوزراء لم يتبنى خطته عندما أصبح واضحا بعد تطور الأحداث أن فرضيات العمل العسكري الإسرائيلي وتوقعاته ليست واقعية وأنه لا يمكن تجسيدها على الأرض.
           هـ. كل ذلك أضيف الى فشل جدي تقدير الحكم على الموضوع ، ومسؤوليته وعواقبه.
        13. وزير الدفاع هو الوزير المسؤول عن الإشراف جيش الدفاع الإسرائيلي وهو من كبار أعضاء مجموعة القادة الذي يتحملون مسؤولية القضايا العسكرية – السياسية .
             آ. وزير الدفاع يفتقر الى المعلومات والخبرة فيما يتعلق مسائل الجيش والسياسة والحكومة وكذلك ليس لديه معرفة جيدة حول حول المبادئ الأساسية لتوظيفة القوة العسكرية لخدمة الأهداف السياسية .
             ب. بالرغم من هذه الفجوات الجدية لدى وزير الدفاع فإنه اتخذ قراره في هذه الفترة ( 12 الى 17 تموز 2006 ) بدون استشارة منهجية مع الخبراء السياسيين والعسكرين المحترفين وبضمنهم خبراء من خارج المؤسسة الأمنية ، إضافة الى أنه لم يلقي بالا أو يعطي وزنا  للتحفظات التي وردت في الإجتماعات التي حضرها بشأن الوضع .
            ج. لم يتصرف وزير الدفاع من خلال المفاهيم الإستراتيجية للأنظمة التي يشرف عليها ، فهو : لم يسأل عن الخطط العملياتية لجيش الدفاع الإسرائيلي ولم يختبرها :  لم  يفحص إستعداد جيش الدفاع وجاهزيته : لم يتبين التطابق بين الأهداف الموضوعة والخطط التي تم إعتمادها رسميا لتنفبذ تلك الأهداف . كان تأثيره على القرارات بصورة رئيس مثل من يؤشر لفعل ما ولم يضع على الطاولة خيارات استراتيجية جدية للمناقشة مع رئيس الوزراء والجيش ، بل أن لم يطلب من المختصين أن يفعلوا ذلك .
            د. لم يجر وزير الدفاع تقييما مستقلا للصعوبات التي تكتنف الجبهة لتقدير الرد الإسرائيلي الصحيح ، ولتقدير الأهداف الموضوعية ولتقدير العلاقة بين التحركات العسكرية والدبلوماسية لهذا الرد . لقد صده نقص المعلومات والخبرة للتحدي بأسلوب تنافسي بين الجيش الذي تحت مسؤوليته ورئيس الوزراء.
           هـ. لقد فشل وزير الدفاع  في إنجاز مهامه من كل النواحي . ولهذا فإن وجوده في منصب وزير الدفاع أثناء الحرب أفسد قدرة إسرائيل على مجابهة التحديات .
        14. رئيس الأركان هو القائد الأعلى لجيش الدفاع الإسرائيلي ، وهو المصدر الرئيسي للمعلومات المتعلقة بالجيش ، وخططه وإمكانياته والتوصيات التي يقدمها للمجموعة السياسية ، إضافة الى ذلك فإن لرئيس الأركان إسهاما شخصيا مهيمنا  في عملية صنع القرار في الجيش وفي التنسيق مع المجموعة السياسية .
          آ. لم يتهيأ الجيش ورئيس الأركان لعملية الخطف بالرغم من وجود إشارات على ذلك . وعندما حدث الخطف كان رد فعله متهورا . لم ينبه القادة السياسيين الى تعقيد الوضع ولم يقدم المعلومات والتقديرات والخطط الموجودة لدى الجيش في مختلف مستويات التخطيط والمصادقة التي كان من الممكن أن تمكن إسرائيل من القيام برد فعل أحسن أمام التحديات التي أفرزتها حادثة الخطف
         ب. ومن بين أشياء أخرى لم يفعلها رئيس الأركان هو عدم تنبيه المجموعة السياسية الى وجود نقص في الإستعداد والتجهز لدى الجيش  للقيام بعملية برية مكثفة إذا كان ذلك ضروريا . إضافة الى ذلك فهو لم يوضح أن التقديرات والتحليلات العسكرية لميدان المعركة تشير الى أن القيام بضربة عسكرية ضد حزب الله سوف يجعل ضرورة الإقدام على عملية برية إحتمالا كبيرا .
         ج. تفاقمت مسؤولية رئيس الأركان بحقيقة معرفته أن كلا من رئيس الوزراء ووزير الدفاع يفتقران الى المعلومات والخبرات اللازمة لمثل هذه الأمور ، وبحقيقة أنه قادهما الى الإعتقاد أن الجيش جاهز ومستعد ولديه الخطط العملياتية الملائمة للوضع.
         د. لم يستجيب رئيس الأركان بصورة كافية للتحفظانت الجدية التي أبداها الوزراء والآخرون خلال الأيام الأولى للحملة ولم يطلع القادة السياسيين على الحوارات الداخلية التي جرت في الجيش حول مدى التطاق بين الأهداف المعلنة ونمط العمليات التي تم إعتمادها رسميا .
         هـ. في كل ما سبق ، فشل رئيس الأركان في واجباته كقائد للجيش وكطرف حيوي في القيادة العسكرية-السياسية وأظهر خللا في مهنيته ومسؤوليته وحكمه على الموقف .
      15. لقد حددنا سوية أن الإخفاقات التي تم إدراجها هنا وفي نتائج الحرب لها عدة شركاء أخرون .
             آ.إن التعقيدا الموجودة في المشهد اللبناني يقع خارج سيطرة إسرائيل .
            ب. إن قابلية حزب الله للجلوس على الحدود وقابليته على إملاء وقت التصعيد ، وازدياد قدراته العسكرية وتضخم مستودع صواريخه يعود اساسا الى الإنسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب في حزيران  2000 والذي لم يتبعه كما كان يؤمل إنتشار الجيش اللبناني على الحدود مع اسرائيل.
           ج. إن النقص في إستعداد وتدريب الجيش وعقيدته القتالية والعديد من أنواع الخلل في ثقافته التنظيمية والتعبوية ، تعود مسؤوليته الى القادة العسكريين والزعماء السياسيين الذين كانوا مسؤولين عليه في سنوات ما قبل مجيء رئيس الوزراء الحالي ووزير دفاعه ورئيس أركانه الى الحكم.
            د. على المستوى الإستراتيجي السياسي – الأمني ، فإن نقص الإستعداد يأتي كذلك من الفشل في تحديث استراتيجية أمن إسرائيل عقائديا وتوضيحها مفصليا بشكل تام ، بحيث أصبحت  وبكل ما تعنيه هذه العبارة ، لا تخدم كأساس للإدارة الشاملة مع كل هذه التحديات التي تواجه إسرائيل . إن مسؤولية النقص في تحديث الإستراتيجية الأمنية القومية تقع على عاتق حكومات اسرائيل عبر السنين المنصرمة . هذا الإغفال جعل استنباط الرد الفوري الصحيح ضد الخطف صعبا وبدلا من ذلك قادت الى ضربة عسكرية فورية وحادة تحت ضغط فعل الخطف . ولو أن الرد استخرج من استراتيجية أمنية أكثر شمولية لكان من السهل الأخذ بنظر الإعتبار موزنة قوى اسرائيل ونقاطها الحساسة غير المحصنة بشكل جيد وبضمنها استعداد السكان المدنيين.
               هـ. سبب أخر من الأسباب التي كان لها اسهام كبير في الفشل وهو ضعف هيئة الأركان التي تعمل مع الزعماء السياسيين . هذا الضعف كان موجودا حول جميع رؤساء الوزارات وإن استمرار الضعف وقت الحرب مسؤولية كل هؤلاء الرؤساء ومجالس وزرائهم . القيادة السياسية الحالية لم تتصرف بالطريقة التي تعوض هذا النقص ولم تعتمد بما فيه الكفاية على الأشخاص الذين كان من الممكن أن يساعدوهم من خارج المنظومة الأمنية.
               و. لقد فشلت حكومة اسرائيل بكليتها في أدائها السياسي وتتحمل مسؤولية قراراتها ، فهي لم تستكشف وتبحث في مختلف التحفظات التي  ظهرت ومنحت التخويل لضربة عسكرية فورية والتي جاءت بسبب ذلك وعانت من الإعتماد فوق العادة على صناع قرار مبتدؤون.
               ز. بعض أعضاء هيئة أركان الجيش القريبين من التقديرات والمعلومات الإستخباراتية المتعلقة بجبهة لبنان والمطلعين على النقص الحاص في الإستعداد والتدريب لم يلحوا على أخذ هذه الأمورفي الإعتبار فيما يخص الجيش ولم ينبهوا الزعماء السياسيين الى وجود خلل في قرارهم بالذهاب الى الحربي وكذلك وجود خلل في طريقة اتخاذ القرار.
16 . وكنتيجة للتحقيق الذي قمنا به وضعنا عددا من التوصيات الهيكلية والمؤسساتية التي تحتجا الى عناية طارئة:
              آ. تحسين نوعية المناقشات ومعايير صناعة القرار في الحكومة وذلك من خلال  تعزيز وتعميق عمل هيئة الأركان : تقوية الإجراءات التي تمنع حدوث  النواقص : تحسين القاعدة المعرفية لكل أعضاء الحكومة حول القضايا الجوهرية للتحديات التي تواجه اسرائيل : ترتيب الإجراءات اللازمة لتقديم القضايا للحوار والمناقشة ومن ثه اتخاذ القرار بشأنها .
             ب. إشراك كامل لوزارة الخارجية في القرارات الأمنية بمفاهيم سياسية ودبلوماسية .
             ج.تحسين أساسي  في أداء مجلس الأمن القومي وتأسيس فريق قومي لتقييم الأوضاع وتكوين مركز لإدارة الأزمات في مكتب رئيس الوزراء.
       17. ولقد وجدنا أنه من الأهمية العظمى أن نقوم بدراسة مسائل أخرى إنبثقت خلال الحرب وننظر في نتائجها ونضع لها الإستنتاجات ونقدم بشأنها التوصيات . سوف نقوم بتغطية ذلك في التقرير النهائي الذي نبذل كل جهدنا لإنجازه . هذه المواضيع التي ظهرت خلال الحرب من بين مواضيع أخرى : لقد تحكم الفريق السياسي في اتجاه الحرب وإدارتها : الجيش تولى إدارة الحملة عسكريا : العلاقة بين بين ما هو مدني وما هو عسكري خلال الحرب : الإعتناء بالسكان الإسرائيليين المدنيين تحت الهجوم الصاروخي : المفاوضات الدبلوماسية التي أجراها مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية : رقابة المطبوعات : الإعلام ودرجة السرية المطلوبة : تأثير الحملة الإعلامية الإسرائيلية : النقاش حول العمليات الإجتماعية والسياسية التي تعتبر ضرورية لتحليل أحداث الحرب وتبيان أهمية هذه الأحداث.
       18. ودعونا الآن نضيف بعض التعليقات النهائية : لقد استغرق أمر الحكومة  بتسمية أحداث صيف 2006  " حرب لبنان الثانية " وقتا امتد الى آذار 2007 . فبعد 25 سنة من اللاحرب دخلت إسرائيل حربا من نوع مختلف ولهذا فإن الحرب أعادت الى مسرح الحدث اسئلة حرجة يفضل جزء من المجتمع الإسرائيلي أن يتجنبها .
     19. إن جيش الدفاع الإسرائيلي لم يكن جاهزا لهذه الحرب . يمكن ذكر بعض أسباب عدم الجاهزية من بين اسباب أخرى عديدة ، منها : لقد توصلت بعض النخب السياسية والعسكرية الى استنتاج أن إسرائيل قد تجاوزت عصر الحروب ، وأن لإسرائيل قوة عسكرية جبارة ومتفوقة لردع الآخرين من الإقدام على إعلان الحرب عليها ، وأن ذلك لإرسال ذكرى مؤلمة الى من يبدو أنه لم يرتدع ، ولإن إسرائيل لم تبادر الى الحرب فإن قادة اسرائيل استنتجوا أن التحدي الرئيسي الذي سوف يواجه القوات البرية معارك غير منسقة وتفتقر الى الشدة.
        20. مع هذه الفرضيات تولدت قناعة أن الجيش لا يحتاج الى استعدادت حرب حقيقية ، وليست هنا حاجة طارئة لتحديث منهجي ومتكلف للإستراتيجية العامة لإسرائيل ، أو النظر في كيفية تحريك وربط جميع مصادرها وموارد قوتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والعسكرية والروحية والثقافية والعلمية للتعامل مع التحديات الكلية التي تواجهها.
     21. وإننا لنؤمن بغض النظر عن أهمية فحص الإخفاقات وتقييمها في إدارة الحرب والإستعداد لها ، وبغض النظر عن الحاجة الى التعريف بنقاط الضعف ( والقوة كذلك ) في القرارات التي اتخذت في الحرب ، أن ما ورد آنفا تمثل الأسئلة الرئيسية التي ظهرت بسبب حرب لبنان الثانية . هذه هي الأسئلة التي تسمو فوق مسألة تفويض أي لجنة تحقيقية ، إنها الأسئلة التي تنتصب في مركز وجودنا هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق