السبت، 30 يوليو 2011

صدام حسين قبل السيد حسن نصرالله



أعلن السيد حسن نصر في مقتطفات من مقابلة ستبث اليوم على قناة الجزيرة كاملة في الساعة الثامنة وخمس دقائق بتوقيت مكة المكرمة :" أنه يمتلك صواريخ تصل الى أية نقطة في فلسطين المحتلة " وقد رأت الجزيرة أن هذه الجملة هي الأكثر أهمية مما ورد في الحديث ، رغم أنها أوردت تعليقا من سماحة السيد كيف أنه كان على إتصال مع فريق اطلاق الصاروخ الذي دمر البارجة الإسرائيلية من غرفة العمليات !! ، ولكن الجزيرة  سلطت الأضواء على قابلية الصواريخ قبل يوم من الموعد المخطط  لبث المقابلة وأبرزتها في صدر نشراتها الإخبارية اليوم ، وهي ستفعل ذلك على الأرجح الى حين بث المقابلة  وبعدها ، وسوف تتناقلها الوكالات بنفس الحماسة على ما أعتقد .

سوف ينظر البعض الى المسألة ردعا لما ترسله أوساط الموساد من أن حربا أخرى قادمة لتدارك فشل القيادة الإسرائيلية في تحقيق هدفها في حرب تموز / 2006 ، وتحذيرا لإسرائيل من مغبة الإقدام على شن عدوان آخر ، أما البعض الآخر فسوف يربط المسألة بعودة السيد من دمشق بعد لقاءه مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ، حتى ولو كانت المقابلة قد تم تسجيلها قبل هذا الموعد ، وأنها مجرد استمرار للدور الذي نذر السيد نفسه له كرأس حربة إيرانية –سورية في خاصرة لبنان موجهة الى أمريكا .
لسنا من هؤلاء ولا من أولئك ولكننا نقول :
لم يأت السيد بجديد بإعلانه هذا ، لقد سبق وأن أعلن خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان  في تموز / 2006 أنه يستطيع الوصول الى حيفا وقد فعل ، وأنه يستطيع الوصول الى  ما بعد حيفا وأبعد مما بعد حيفا ولكنه لم يفعل رغم أن العدو الإسرائيلي لم يوفر مكانا على طول لبنان وعرضه لم يستهدفه ولم يصب عليه نيران آلته الحربية الغاشمة ،وقد عزى المراقبون عدم إقدام السيد على الذهاب الى أبعد مما بعد حيفا الى أمرين :
الأول : عدم رغبة أصحاب الشأن الأساسيين ( سوريا وإيران ) الى المضي أكثر مما يجب في تلك المرحلة على الأقل ، وأن هدف تحريك حزب الله كان محدودا  بقدر الملف السوري الخاص بإعاقة المحكمة الدولية المتعلقة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري .
الثاني : عدم إستفزاز الآلة العسكرية الإسرائيلية في الصميم خشية توسيع الحرب وانفلات الأمر من أيدي اللاعبين الأساسيين والصغار على السواء بعدما ما شاهدوه من وحشية لا نظير لها في استهداف البنى التحتية اللبنانية ، وهو ما دفع بالسيد حسن الى أن يقول فيما بعد قولته الشهيرة " لو كنت أعلم …" .
برأينا أن التحفظين لا يزالان قائمين ، فما الذي دفع بالسيد الى أن يقول ما قال وسيقوله غدا على قناة الجزيرة …؟ وبكلمات أخرى لماذا يعلن السيد شيئا لا يستطيع استخدامه …؟
يمكن طرح السؤال بطريقة أخرى … لماذا لا تعلن إسرائيل عن ترسانتها النووية الرادعة ويعلن السيد ترسانته الصاروخية مع الفارق الكبير الذي لا يتحمل أية مقارنة ؟
لا تنتظروا مني الجواب ..دعونا نستمع الى السيد غدا ونرى ؟ وحتى ذلك الحين دعونا أيضا أن لا ننسى أن صدام حسين هدد بحرق نصف إسرائيل فانتهى الأمر به الى حرق بلده كله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق