الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش يقول أن خطته لزيادة القوات نجحت في تحقيق تحسن أمني ملحوظ ، خصوصا في بغداد وديالى ، ويطلب من الشعب الأمريكي الصبر ، ويدعو الكونغرس الى إنتظار تقرير ديفيد بيترايوس ، قائد القوات الأمريكية في العراق ، والسفير رايان كروكر ، ويردد بعض كبار الجمهوريين من أعضاء الكونغرس هذه القناعات . وأشاروا الى أن القوات الأمريكية قد قامت بواجبها وحققت إنجازا مهما على الصعيد الأمني ، إلا أن حكومة المالكي فشلت في تلبية إلتزاماتها ولم تفي بمتطلبات الرؤية الأمريكية للوضع ، لكن
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خالف ذلك ناسبا الى نفسه ما ادعاه الرئيس الأمريكي لخطته وقواته ، فقد أكد من جانبه في حوار نشر في واشنطن أول أمس قائلا:"إن التطورات الإيجابية في الوضع الأمني هي نتيجة للمصالحة الوطنية أكثر ما هي نتيجة لجهد قواتنا أو القوات الأمريكية".
الحقيقة أن الإثنين يكذبان .
وكالة أسوشيتد برس أكدت أن شهر آب سجل ثاني أكثر الشهور موتا للعراقيين منذ أن نشرت الإدارة الأمريكية قوات إضافية تقدر بثلاثين ألفا من الجنود في بداية العام الجاري ، حيث بلغ عدد الضحايا المدنيين ( 1809 ) شخصا مقابل ( 1760 ) ضحية لشهر تموز وذلك طبقا للأرقام التي جمعتها الوكالة من السجلات العراقية الرسمية ليصل العدد الكلي منذ نيسان الماضي الى ( 27564 ) ضحية ، وشهد الشهر نفسه أكثر الأيام دموية منذ نيسان / 2003 ، بوقوع 520 ضحية يوم 14 أب / 2007 فقط .
في حين أن خسائر قوات التحالف حافظت على أقل معدل منذ زيادة عديد هذه القوات بداية العام الجاري بنسبة 2.74 ضحية / يوم ، وذلك إثرمقتل ( 85 ) شخصا بينهم أربعة بريطانيين ، مما يعني أن التحسن المقصود ينحصر في تراجع خسائر قوات التحالف على حساب العراقيين .
أما على صعيد الوضع الأمني والخدمي والوطني العام للبلد فهو أبعد ما يكون عن المصالحة التي يدعيها السيد المالكي .
، فلقد انفرط عقد حكومته وتكاد حباته تتطاير شذر مذر بعد انسحاب 17 وزيرا يمثلون 127 عضوا برلمانيا ، وهم بدورهم يشكلون 46% من مختلف أطياف الشعب العراقي.
التوتر الأمني في جنوب العراق وصل ذروته في كربلاء عندما لم تسلم واحدة من أكثر المناسبات الدينية قداسة للشيعة أنفسهم من احتراب مسلح بين ميليشيا متنافسة لنفس الطائفة أودى بحياة أكثر من خمسين شخصا من المؤمنين ، وأكثر ( 300 ) جريح وأضرار مادية غير مسبوقة بمرقدي الإمامين الحسين وأخيه العباس رض الله تعالى عنهما في ظل حكومة شيعية ، وكانت هذه الأحداث المؤلمة قد أعقبت إغتيال محافظ السماوة وزميله محافظ الديوانية ونجاة محافظ الحلة من محاولة مماثلة ، وقبل ذلك كله الوضع المهدد بالإنفجار في البصرة في أية لحظة بين الميليشيات المتنافسة للأحزاب الشيعية ، وعزل محافظ البصرة ورفض الأخير لقرار رئيس الوزراء واصراره – مدعوما بحزبه ، حزب الفضيلة – على الإستمرار في منصبه واللجوء الى المحكمة الإتحادية للفصل بين الطرفين .
المشكلة وكما ورد في بيان المجلس الإسلامي العراقي الأعلى تجاهل المرجعيات والدوائر الحكومية وغير الحكومية أيه إشارة الى جريمة كربلاء ، علما أن بيان المجلس نفس لم يتطرق صراحة الى الفاعلين وإنما أشار الى الصداميين والمنافقين
وهكذا نجد إبتعاد السنة عن الحكومة وإحتراب الشيعة فيما بينهم ورئيس الوزراء لا زال يتحدث بالفم المليان عن إنجازات المصالحة الوطنية .
يبدو أن الكذب وتزييف الحقائق والقفز على معاناة الناس ليس إختصاصا دكتاتوريا ..!!
* كتبت قبل زيارة بوش الى الأنبار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق